إن الحديث عن الحركة الوطنية في اليمن الطبيعية محكوم بتلك اللحظات وآفاقها وأبعادها وبعقلية الزمن المحيط بالقادة والأعضاء والأنصار والأصدقاء والخصوم في آن واحد. فمن حزب الأحرار اليمنيين ورابطة أبناء الجنوب العربي، إلى المؤتمر العمالي ودون الخوض في التفاصيل التي غاص فيها حتى الغرق بعض الذين تصدروا صفحات الكتابة عن مرحلة الأربعينيات والنصف الأول من الخمسينيات متعاملين مع تلك الفترة الزمنية وفقا لاجتهاداتهم وما توفر لديهم من المعلومات داخل إطار تقييمات من سبقوهم من الذين كتبوا وفقا لانطباعاتهم الخاصة وردود أفعال بعضهم ضد خصومهم السياسيين آنذاك، ووفق حسابات فكرية، سياسية، اجتماعية، وأحيانا أخرى مناطقية، طبقية، في إطار البعدين الوطني والقومي أو العالمي بأبعاد روحية ومادية توسعت ساحتها بعد قيام وحدة 1958م بين مصر وسوريا وثورة 14 تموز 1958 في العراق، بالإضافة إلى تغير موازين القوى الوطنية داخل الساحة اليمنية وتصاعد الجدل بين الأحزاب التي تواجدت تدريجيا في الأربعينيات وظهرت إلى حيز الوجود الفعلي والعملي بين 1952-1955م. نعم فمن البدايات الأولى إلى لحظات تفاعل الاتحاد اليمني مع العناصر التي اختلفت مع رابطة أبناء الجنوب العربي بعد اشتراكها في انتخابات المجلس التشريعي 1955م بعدن، تفاعل أدى إلى تأسيس الجبهة الوطنية المتحدة والتفاف الهيئات القروية والمنظمات الشعبية والشبابية حول الجبهة في مقاطعتها للانتخابات التشريعية. وإلى جانب هذه التحركات والتفاعلات الإيجابية برز إلى حيز الوجود قوة عمالية نشطة تكاملت في موقفها المناهض للانتخابات التشريعية, مع كل القوى الرافضة لتلك الانتخابات، مما أدى إلى تصاعد الجدل حول مركزية القضية الوطنية والوحدة الوطنية، جدل منفتح على ساحة الأمة العربية بآفاق إستراتيجية ترى الوطني في القومي، والقومي في الوطني. ولم يقف الجدل عند حدود الفكر بل انتقل إلى صفحة الجدل التنظيمي الوطني والقومي والأممي بشقيه، المادي والروحي، وخاصة بعد انشقاق رابطة أبناء الجنوب العربي، وإعلان قيام الجبهة الوطنية المتحدة وتوالي قيام التحالفات داخل الساحة الجنوبية من الوطن وزيادة ردود الأفعال ضد الماركسيين في عدن بعد تصاعد الصدامات بين الشيوعيين والقوميين في العراق، وموقف الشيوعيين السلبي , بشكل عام من وحدة مصر وسوريا .
المؤتمر العمالي حزب الأحزاب
وبالرغم من كل ذلك فقد كان المؤتمر العمالي بعد تكامل هيئاته وهياكل نقاباته العشرين، أشبه" بخيمة تعايش فيها الجميع "بل أشبه "بحزب الأحزاب"، إذ تواجد فيه ممثلو اليسار واليمين والوسط، الوطني، القومي، الماركسي،والإسلامي، وفي هذا الصدد يقول الأستاذ قادري أحمد حيدر:"وعند العام 1955م بلغ عدد النقابات 12 نقابة بين 54-55-1956م، تصاعدت إضرابات العمال العاصفة، وأثناء هذه الإضرابات جرى تأسيس أكثر من 20 نقابة وفي 3 آذار (مارس) في العام 1956م تم تأسيس مجلس يضطلع بمهام توحيد النقابات العمالية وتأمين تضامنها... وتمكن القادة الشبان للنقابات العمالية والزعماء الذين خرجوا من رابطة أبناء الجنوب العربي، وكانوا يعملون ضمن إطار الجبهة الوطنية المتحدة، تمكنوا من توحيد العمال ومن تنظيم مؤتمر عدن العمالي 1956م. ومنذ البداية أو النشأة وجدت وكانت الحركة العمالية والنقابية في جنوب الوطن ذات طابع وهوية سياسية، ووطنية، وقومية، لا لبس فيها، فقد كان جميع القادة المؤسسين للمؤتمر العمالي ذوي ميول وانتماءات وهويات وطنية وقومية، تحررية، محمد عبده نعمان،(قومي قريب من حزب البعث)، محمد سعيد مسواط (قيادي بعثي ورئيس للمؤتمر العمالي)، علي حسين القاضي (قيادي بعثي ورئيس للمؤتمر العمالي بعد محمد سعيد مسواط)، عبده خليل سليمان (قيادي بعثي)، صالح محسن (....) وعبد الله عبد المجيد السلفي (ماركسي)، عبد العزيز ألفروي (قيادي بعثي)، محسن العيني (رئيس نقابة المعلمين ومن مؤسسي حزب البعث)"... مضيفا " وكانت الحركة العمالية والنقابية بقيادتها ذات الأفق الوطني القومي هي المرشد والمنظم لهذا النضال، وكان حزب البعث العربي الاشتراكي من خلال رموزه العديدة في قيادة المؤتمر العمالي، وفي قلب الحركة النقابية العمالية تنظيما رائدا في ذلك الكفاح السياسي والنضالي والوطني". ويواصل الأستاذ قادري حديثه عن المؤتمر العمالي ونقاباته مبرزا دور صحيفة "العامل" "لسان حال مؤتمر عدن للنقابات" قائلا: "استوعبت جريدة "العامل" في حينه جميع الاتجاهات وعبرت عنها، ذلك لأن بعض النقابيين كانوا يجنحون إلى ما يسمى بالتيار الناصري المقصود عبد الناصر، والبعض إلى تيار حزب البعث العربي الاشتراكي، وآخر إلى رابطة أبناء الجنوب. فحتى العام 1957م أي قبل وحدة مصر وسوريا وفي ظل الوئام الناصري ألبعثي، كتبت الجريدة "الناصرية" بشكل ملهب للعواطف، وكانت تنشر صفحاتها بشكل دائم أن قادة الحركة النقابية في عدن يعتبرون أنفسهم أنصارا وجنودا لعبد الناصر، وفي عام 1958م بدأت جريدة "العامل" تنشر برنامج حزب البعث العربي الاشتراكي"، مواصلا: "وبهذه المناسبة قدمت هيئة تحرير الجريدة هذا البرنامج للقراء بأنهم يؤمنون أن هذا البرنامج يعتبر مدرسة عظيمة للأمة العربية، وأنه يجب أن يقود الملايين من الناس في البلاد العربية، وقد نشر هذا البرنامج أيضا تحت الشعارات البعثية "الوحدة والحرية والاشتراكية" و"أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة"".
محاكمة جريدة العامل
لقد كان المؤتمر العمالي عنوانا كبيرا لوحدة الحركة العمالية اليمنية بكل الأبعاد، بل كان ترجمة عملية لوحدة الشعب في علاقته بالأمة العربية بكل ما تعنيه من أبعاد سياسية وفكرية بمضامين إنسانية أيضا.
ولنعد إلى كلام الأستاذ قادري: "وكان حزب البعث حاضرا وبقوة في قيادة الحركة العمالية وفي قيادة صحيفة "العامل" من خلال العديد من رموز قيادة البعث في المؤتمر العمالي وفي إدارة صحيفة "العامل"، محمد سالم علي، عبده خليل سليمان، محمد سعيد مسواط، الشاعر إدريس حنبلة، وفي 31 أكتوبر قدم رئيس تحرير "العامل" عبده خليل سليمان ومحمد سالم علي للمحاكمة بتهمة إهانة القضاء، وأوقفت الصحيفة لمدة أسبوعين، وخلال هذه الفترة حتى 1959م دخلت جريدة "العامل" في مواجهة سياسية مع الصحف المرتبطة بالاستعمار". وبالرغم من تولي عبد الله الأصنج رئاسة تحرير جريدة "العامل"، فقد ظل الأستاذ محمد سالم علي فاعلا ومؤثرا في صحيفة العامل، إذ يقول الأستاذ قادري: "تغير اتجاه الصحيفة مع إعطاء صفحة كاملة منها للقيادي ألبعثي محمد سالم علي وهي الصفحة السياسية الوحيدة الحية والمثيرة". نعم وبالرغم من تولي عبد الله الأصنج رئاسة المؤتمر الشعبي ورئيس تحرير جريدة "العامل"، إلا انه لم يتمكن من تغيير الخط العام والتوجه المركزي للحركة العمالية وإن توسعت علاقاتها عربيا ودوليا، فقد ظلت على خطها الوطني والقومي الثوري، وفي هذا السياق يشير قادري أيضا: "ومع ذلك بقي الاتجاه القومي العربي، والوطني التحرري اليمني، هو السائد على الحركة العمالية والنقابية، طيلة سنوات 56- 1962م بفعل دور وحضور القيادات البعثية والوطنية في قيادة المؤتمر العمالي وفي قيادة الحركة العمالية عموما، مع محاولات الأصنج الدؤوبة للفصل بين العمل النقابي، والسياسي الوطني وتغليبه البعد ألمطلبي الإجرائي الجزئي "التريديونيني" على العمل السياسي الوطني الديمقراطي وخاصة في سنوات الستينات".
القوميون يواجهون الماركسيين
وتأتي مرحلة المواجهات الدامية بين القوميين والشيوعيين في العراق 1958م وتختلط الأوراق وتشتد حمى الصراعات والمهاترات بعد تصاعد مواقف الماركسيين العرب ضد وحدة مصر وسوريا وجدل الصراع بين القوميين والشيوعيين في العراق بشكل خاص حول انضمام العراق إلى الجمهورية العربية، تأتي المواجهات إذ كثف القوميون جميعا داخل الساحة اليمنية نشاطاتهم في مواجهة الماركسيين اليمنيين ودعوا إلى تشكيل "جبهة قومية" داخل الساحة مستبعدين مشاركة الشيوعيين في الجبهة المعنية، وهنا يقول الأستاذ قادري: "وفي 14 أبريل 1959م نشرت "العامل" مقالها الافتتاحي تحت عنوان (البعث منقذنا من الشيوعية).... تقول فيه: نحن نناضل ضد أي سيطرة أجنبية، سواء كانت شرقية أو غربية، مادية كانت أو روحية، واليوم نناضل ضد السيطرة الأيديولوجية السياسية المادية الجديدة التي تريد تحقيق الشوعية في الوطن العربي، والبعث فقط هو منقذنا الوحيد، والذي يستطيع أن يوقف الخطر الشيوعي".
حقا لقد كان المؤتمر العمالي ساحة للجميع ولكنه كان الأكثر تماسكا وتفاعلا مع موقف البعث ورموزه الفاعلة والمؤثرة على مسيرة المؤتمر ونقاباته العمالية وخطه الوطني والقومي. ومن البديهي أن البعث كان متوازنا في علاقاته مع الجميع ومعتدلا في طروحاته المبدئية مهما كانت الظروف والتحديات، بل يؤكد الكثير من الباحثين وكتاب تلك المرحلة أنه كان موحدا فكرا وتنظيما وذلك ما أكسبه قوة الفعل والحركة في مواجهة كافة التحديات في أوساط النقابات المختلفة، وفي داخل المواقع القيادية المتقدمة التي شاركوا فيها قيادة النقابات المختلفة، وقد أوضح ذلك الأستاذ قادري أيضا بدقة عندما قال:"ويمكننا اعتبار الفترة 56-1961م هي فترة ازدهار وحدة البعث بالحركة العمالية النقابية، هي فترة التوافق الإيديولوجي والسياسي القومي والمركزي بين البعث، والناصرية، وبين سوريا ومصر، وهي فعليا فترة ازدهار نشاط الحركة العمالية والنقابية في عدن.... (فقد ركز البعثيون في الجنوب اهتمامهم على الحركة العمالية، وعملوا ضمن المؤتمر العمالي ومن خلال "البعث" معارك سياسية ضد خصومهم السياسيين في المنظمات السياسية الأخرى، وفي عام 1962م أصبح البعث تيارا بارزا في عدن، غير أنه عجز عن الامتداد إلى الريف (....) وعارض البعث بشدة اتحاد الجنوب العربي".
وإذا كان البعث لم يحقق امتدادا مؤثرا في الأرياف آنذاك كما كان في المدن فهذه ظاهرة لم تقتصر عليه فقط، فالبعث كغيره من الأحزاب العقائدية التي تنمو في المدن بحكم التخلف الفكري والسياسي في معظم ريفنا اليمني، ومن هذا المنطلق لا نستطيع أن نعطي حكما مطلقا على البعث ونحمله عملية القصور والتراجع داخل خط المؤتمر العمالي لأنه لم ينتشر في الريف بشكل موازي لامتداداته في مدينة عدن وحده، ثم في مدينة تعز وصنعاء، بينما تنامي في حضرموت الساحل والوادي، أي المكلا وسيئون وتريم، فلكل ظرف أحكامه وظروفه المؤثرة على مسيرة أية حركة فكرية وسياسية وخطها الوطني والقومي. وإذا كان البعث قد لعب دورا متميزا في مدينة عدن وحضرموت وأثر بشكل جاد وفاعل على مسيرة الحركة النقابية وتأسيس حزب الشعب الاشتراكي، كواجهة سياسية للمؤتمر العمالي، تفاعلا مع الطروحات التي كانت سائدة آنذاك والقائلة بأهمية الفصل بين الحركة العمالية ونشاطها النقابي والمطلبي وبين الخط السياسي المتصدي للطروحات والمواقف السياسية التي كان البعث في المؤتمر العمالي يريد أن يرسخها كمنهج ومطلب سياسي يسعى في الوصول إلى التحرير الكامل والناجز للجنوب اليمني بمختلف الوسائل والسبل التي تحفظ حقوق الشعب في علاقتها الجدلية مع حقوق الأمة في التحرر والوحدة والعدالة الاجتماعية.
البعث والكفاح المسلح
ومما لا شك فيه أن البعث قد تكبد خسائر كبيرة بسبب تأخر قيادته في تلك المرحلة عن إعلان برنامجه النضالي ضد الوجود البريطاني وخوض عملية الكفاح المسلح، متفاعلا ومتكاملا مع حركة النضال داخل الجنوب اليمني، وظل إلى حد كبير محكوم بخط حزب الشعب الذي رفض الكفاح المسلح وظل يدور في فراغ المفاوضات السياسية سبيلا للاستقلال والتحرر من الوجود الاستعماري.
من هذا المنطلق نستطيع القول أن ما طرحه الأستاذ نائف حواتمه حول موقف البعث آنذاك من عملية الكفاح المسلح أو "عملية التفاوض" لم يكن دقيقا ولا منصفا كما لم يكن وديا ما طرحه، إذ ارتبط هذا الموقف بموقف بعض القياديين في منظمة البعث الذين كانوا أيضا في قيادة حزب الشعب الاشتراكي وملتزمين بخطه السياسي وإن كانوا يبررون موقفهم من خلال طروحات سياسية لها علاقة ببعض الرموز بحزب الشعب الاشتراكي وبالمماحكات السياسية داخل ساحة عدن، وليس لها علاقة بهيكلية البعث وجماهيره التي ارتبطت بالفكر والتنظيم الثوري التحرري وتربت بين صفوفه تربية فكرية ونضالية منضبطة، ومهما كال الآخرون من التهم فإنه لا يصح إلا الصحيح، فتقييم الأستاذ نائف حواتمه أو الدكتور محمد الشهاري لدور البعث كان ينطلق من موقف سابق للمتغيرات في جنوب اليمن وهو بدون شك حكم خارج عن موضوعية التحليل لدور البعث ومكانته السياسية في اليمن، حقا لم يكن الأخ الدكتور محمد الشهاري هو الآخر دقيقا ومنصفا لدور البعث بقدر ما كان ذلك الموقف منه نزقاً ماركسياً يعيش في خياله الماركسي بعيدا كل البعد عن استيعاب للواقع، ولهذا نجد أن الأستاذ قادري قد تناول الموضوع بشفافية وسلاسة معبرة عن عقل منظم في منهجه وتحليله، مؤكدا أن الدكتور الشهاري تعامل مع البعث وموقفه من مرتكز حكم مسبق، إذ يقول:"وهو كذلك حكم ايديولوجي، صادر عن عقل سياسي يقرأ الواقع الموضوعي بروحية لا تاريخية، تلتقي بالنتيجة مع منطق تفكير حواتمه، في قراءة الواقع، والسياسة والتاريخ".
وهنا نعود لنقف أمام موقف الأخ الأستاذ علي أحمد ألسلامي إذ يقول:"كان البعثيون كل تركيزهم على عدن والعمل من خلال المؤتمر العمالي، وهمهم تركيزهم في التغلغل في الحركة العمالية، واستطاعوا في ذلك، وتعاون محمد عبده نعمان "العمالي" (.....) وعمل بنشاط في صفوف اليمنيين من أبناء الشطر الشمالي من الوطن". ويستدرك الأستاذ قادري قائلا:"فمن الصعب في تقديرنا أن نقرأ الحركة العمالية والنقابية بعيدا عن الدور السياسي النشط والفاعل لحزب البعث العربي الاشتراكي على أخطاء وسلبيات التجربة التي من المهم أن نقرأها في سياقها الموضوعي والتاريخي".
كيف نقرأ التجربة
فليس من العدل والمنطق أن نقرأ التجربة خارج زمانها ومكانها وأن نعتبر نمو الحركة أية حركة في المدن معزولة عن الريف، فمن هم أبناء المدن؟، وهل يمكن تجاوز علاقة معظم قيادي الحركة العمالية في الريف وإعطاء حكما خارج التاريخ واجتثاث صلتهم أو معظمهم بالريف بمجرد أنهم احتلوا مواقع متقدمة في هيكلية المنظمة السياسية أو النقابية في المدن بشكل عام وعدن بشكل خاص!، فنحن ريفيون في المدن وفي قيادة العمل السياسي بامتداداته.
ويكفي كما يقول الأستاذ قادري "يكفي هنا القول أن القيادات التي تتالت على قيادة رئاسة المؤتمر العمالي طيلة سنوات التأسيس 1956م وحتى 1965م كانت قيادات سياسية وطنية ديمقراطية محسوبة على حزب البعث العربي الاشتراكي، وجميعها قيادات وطنية ديمقراطية".
غاندي
ونختم هذه الحلقة بكلمة للمهاتما غاندي إذ يقول:"ويوما بعد يوم يتعاظم إيماني بالله وحده هو حقيقي , وكل ما سواه غير حقيقي، فليدرك أولئك الذين يرغبون في ذلك كيف نما هذا الإيمان في نفسي، فليشاركوني تجاربي وليشاركوني إيماني إذا استطاعوا. وكذلك تعاظم إيماني بأن كل ما هو ممكن بالنسبة إليً ممكن حتى بالنسبة إلى طفل، وإن عندي أسبابا وجيهة تدعوني إلى هذا القول، فأدوات البحث عن الحقيقة بسيطة بقدر ما هي عسيرة. وقد تكون متعذرة كل التعذر على الشخص المتغطرس، وممكنة كل الإمكان للطفل البريء. وأن متلمس الحقيقة يجب أن يكون أكثر اتساعا من التراب. إن العالم يسحق التراب تحت قدميه، ولكن الباحث عن الحقيقة يجب أن يذل نفسه بحيث يكون بمقدور التراب نفسه أن يسحقه. وعندئذ، وعندئذ فحسب، يكتب له أن يلمح الحقيقة أي أن يرى الله. " تأييدا كبيرا".مضيفا بتواضع الحكماء ...."وأنا أرجو وأضرع إلى الله أن لا يعتبر أحد النصائح المبعثرة في الفصول التالية شيئا جازما. إن التجارب المروية ينبغي أن ينظر إليها كأمثلة وشواهد يستطيع كل امرئ أن يتابع على ضوئها تجاربه الخاصة وفقا لميله وطاقته. وأنا أعتقد أن الشواهد سوف تكون إلى هذا المدى المحدود مسعفة حقا".
المراجع:
1- الفكر والموقف الأعمال الكاملة- محمد احمد نعمان
2- حزب الطليعة الشعبية
3- الصراع في عدن- شاكر الجوهري
4- الأحزاب القومية في اليمن النشأة- التطور- المصائر- قادري احمد حيدر
5- حركة القوميين العرب-جمال باروت
6- عمال اليمن في المعركة
7- قصة تجاربي مع الحقيقة- مهاتما غاندي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق