الصراع الدموي بين الجبهة القومية
وجبهة التحرير واستلام السلطة
توقفنا في الحلقة الماضية عند ميثاق الاتحاد القومي الذي اطلعنا على بنوده في العدد الماضي. وبعد مرورنا السريع على الأحزاب والتنظيمات السياسية قبل وبعد الثورة اليمنية سبتمبر 1962م نجد من المفيد التذكير بالتواريخ الهامة التي شكلت مرتكز لما بعدها من أحداث أثرت تأثيرا كبيرا على مسيرة شعبنا في اليمن الطبيعية، وأعطت أبعادا هامة في علاقتها بحركة ودور الحركة الوطنية وعلاقتها ببعضها البعض وتداخلها في العلاقة مع موقف الجمهورية العربية المتحدة ونتائج تلك العلاقات بشقيها الإيجابي والسلبي، ومن أهم هذه التواريخ هي:
- ثورة 26 سبتمبر 1962م
- 19 أغسطس 1963م- تشكيل الجبهة القومية
- ثورة 14 أكتوبر 1963م
ويعتبر هذا التاريخ 14 أكتوبر هو يوم إعلان الجبهة القومية انطلاق الثورة المسلحة ضد الاستعمار البريطاني وعملائه وحلفائه في جنوب اليمن المحتل، و تاريخ يوم استشهاد المناضل راجح بن غالب بن لبوزة.
- أبريل 1964م- زيارة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وأثرها داخل الساحة وردود الأفعال على خطابه التاريخي الذي أكد فيه على ما يلي:
"إذا كنا نحتفل اليوم هنا في صنعاء. هنا قلب اليمن الثائر.... هنا في قلب اليمن الحر.... إذا كنا نحتفل بالعيد وإذا كنا نحتفل بحرية الشعب اليمني الذي قضى على أعتي الطغاة، والذي قضى على مؤامرات الاستعمار، فإننا نذكر إخوة لنا في الجنوب المحتل وفي عدن تعرضوا لأبشع صور القسوة وأبشع صور الإرهاب وأبشع صور التعذيب من الاستعمار البريطاني، وإننا نقول أنا أتكلم باسم شعب الجمهورية العربية المتحدة وأنتم هنا باسم اليمن الحر الثائر تقولون لهؤلاء الإخوة الأعزاء في عدن وفي الجنوب المحتل, إننا معكم أيها الإخوة بدمائنا وقلوبنا وأرواحنا وإننا لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نرضى بالاستعمار أو نرضى بالاحتلال ...فعلى بريطانيا ان تخرج من ارض العرب (ص 93- الحزب هو: الشعب الاشتراكي-مكتب التوجيه والنشر)، كما أعلن جمال عبد الناصر في مدينة تعز قائلا:"على بريطانيا أن تحمل عصاها وترحل من عدن وسائر مناطق الجنوب اليمني المحتل" (حزب الطليعة الشعبية ص 45- السفير عبد الوكيل إسماعيل السروري)
انقلاب داخل المؤتمر العمالي
لقد أتت زيارته إلى اليمن تعزيزا ودعما لثورة سبتمبر ودعما ماديا ومعنويا لانطلاق ثورة الرابع عشر من أكتوبر 1963م. كما أتت هذه الزيارة لتعزز وتقوي الدعم الكبير الذي قدمته الإدارة العسكرية المصرية لحركة القوميين العرب في اليمن وللجبهة القومية التي أعلنت الكفاح المسلح بقيادة قحطان الشعبي بالاتفاق والتنسيق مع المخابرات المصرية ومعه فيصل عبد اللطيف وسلطان أحمد عمر وعبد الحافظ قائد وغيرهم من الكوادر المتقدمة في حركة القوميين العرب الذين انصب جهدهم على توحيد الجمعيات والهيئات القبلية والشخصيات الاجتماعية ذات الثقل في ردفان ويافع ولحج وعدن لتشكيل الجبهة القومية التي أعلنت الكفاح المسلح وقادت العمليات في هذه المناطق وخططت لإحداث انقلاب داخل المؤتمر العمالي حيث تمكنت من شقه والاستيلاء على 6 نقابات أصبحت تتحرك تحت قيادة الجبهة القومية فشكلت دعما كبيرا للكفاح المسلح في حين بقيت 3 نقابات تحت قيادة المؤتمر العمالي وحزب الشعب الاشتراكي، وهنا بدأت عملية اختلال التوازن في العلاقة بين فصائل العمل السياسي داخل الساحة الجنوبية، وبالرغم من هذه الخطوة فقد حرصت القيادة المصرية كل الحرص على توحيد الجبهة القومية وجبهة تحرير جنوب اليمن المحتل التي كانت مكونة من حزب الشعب الاشتراكي والمؤتمر العمالي والتنظيم الشعبي للقوى الثورية لتحرير الجنوب اليمني المحتل و"منظمة طلائع حرب التحرير" التي تشكلت بقيادة الرفيق أحمد سكران أواخر ديسمبر 1966م، وقد حرصت هذه المنظمة على فتح الحوار مع الأطراف ثنائيا، مع أنها كانت تعمل ضمن جبهة التحرير التي أصبحت تُرعى رعاية مباشرة من الإدارة العسكرية المصرية التي عمدت إلى توحيد الجبهة القومية (قيادة الخارج) و"منظمة تحرير الجنوب المحتل" معلنة الوحدة في 13 يناير 1966م تحت اسم "جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل" (ص 476- كتاب الأحزاب والحركات القومية العربية الجزء الأول- جمال باروت)، تلك الوحدة التي ووجهت بمعارضة قوية من قيادات الجبهة القومية في الداخل واعتبرتها "دمجا قسريا".
لقد كانت هذه الخطوة في توحيد الجبهة والمنظمة بمثابة حركة استباقية تأخذ بعين الاعتبار الموقف البريطاني القاضي بالانسحاب عام 1968م، ترمي إلى تشكيل جبهة وطنية جنوبية متماسكة تضم كافة القوى السياسية والاجتماعية لمواجهة لحظة إعلان الاستقلال ورحيل القوات البريطانية ونقل السلطات إلى هذه الجبهة الموحدة غير أن معارضة قيادات الجبهة القومية في الداخل عرقلت نجاحها وأفشلت مراميها خاصة وأن قيادات الداخل للجبهة اعتبرت التوحيد "انقلابا على الجبهة القومية"، التي أُعلنت كما يقول جمال باروت:"إن الخلافات مع منظمة التحرير"طبقية" وأنه لا مجال للتعاون ما بينهم".
الأصنج يغير قناعاته
وأمام هذا الموقف لم يكن أمام منظمة التحرير بقيادة الأخ عبد الله الأصنج إلا أن تتحرك بدعم الإدارة العسكرية المصرية بعد أن غيّر الأستاذ عبد الله الأصنج قناعاته التي كانت تدور حول المفاوضات السلمية وحوار الطاولات المستديرة، أن تتحرك المنظمة متبنية خط الكفاح المسلح ملتقية مع "التنظيم الشعبي للقوى الثورية لتحرير الجنوب اليمني المحتل" و"منظمة طلائع حرب التحرير" إلى جانب الهيئات والنقابات التي كانت قد انضوت مع حزب الشعب الاشتراكي في منظمة التحرير مدعومة دعما مفتوحا من قبل الإدارة العسكرية المصرية. وهنا بدأت مرحلة جديدة أكثر تعقيدا إذ دخلت الجبهة القومية مع جبهة "تحرير جنوب اليمن المحتل" في مواجهة دموية وخاصة بعد اغتيال الرفيق علي حسين قاضي رئيس المؤتمر العمالي والقيادي البارز في منظمة البعث. وقد اتهمت منظمة البعث الجبهة القومية مباشرة ويقول جمال باروت في الأحزاب والحركات القومية العربي الجزء الأول ص 477" وقد اتهم البعث الجبهة القومية.... ولم يتأخر الرد إذ انتقم البعث وقام باغتيال عبد النبي مدرم أحد قادة فدائيي الجبهة القومية في تموز 1967م"، فكانت هنا بداية شرارة الاقتتال الأهلي ما بين "جبهة التحرير" و"الجبهة
القومية"، وتداخلت الخنادق أكثر فأكثر عندما قامت حركة 5 نوفمبر 1967م في الشمال حيث اتسعت رقعة المواجهة، إذ يقول جمال باروت في كتابه "استكملت "الجبهة القومية" سحق جبهة التحرير في نوفمبر/تشرين الثاني الذي سيشهد الثلاثين منه إعلان استقلال الجنوب وبذلك باتت عدن وصنعاء وجها لوجه" نفس المصدر 478 .
عبدالناصر يفشل في المصالحة
أما الأستاذ عبد الوكيل السروري فيقول:"ظلت الاحتكاكات والخصومات السياسية تتفاقم بين منظمتي الكفاح المسلح. وأخذت أبعادا خطيرة تجلت في اغتيالات كوادر بعضها البعض مما أدى إلى تفجر الاقتتال الأهلي الأول ثم الاقتتال الأهلي الثاني في نوفمبر 1967م ثم انحياز جيش "اتحاد الجنوب العربي" إلى الجبهة القومية فسمح لها ذلك أن تحسم الاقتتال الأهلي لصالحها وتستلم السلطة منفردة من الإدارة الكلونيالية البريطانية في 30 نوفمبر 1967م، خاصة وأن محاولة الرئيس جمال عبد الناصر لعقد اتفاق مصالحة وطنية بين ممثلي الجبهتين في القاهرة قد باء بالفشل"... ويواصل.. "وفي نوفمبر حدث انقلاب في الشمال أقصى الرئيس عبد الله السلال من السلطة وقد ساهم في الانقلاب البعثيون وساهم معهم ضباط وجنود كانت لهم صلة بحركة القوميين العرب، وضباط مستقلون، وكان الوطنيون المساهمون في الحركة ضباطا ومدنيين هم الذين صمدوا في صنعاء المحاصرة ودافعوا عن الثورة"... مضيفا "وشن تنظيم الجبهة القومية الحاكم في جنوب اليمن حملة تشكيك بانقلاب 5 نوفمبر 1967م." .. مواصلا أيضا "وكان قيام جمهورية اليمن الشعبية في 30 نوفمبر 1967م بداية لبناء دولة يمنية جنوبية مستقلة".
فكانت فعلا مرتكزا لتعميق التباعد وترسيخ قاعدة التشطير التي بدأتها بريطانيا حين أقامت اتحاد إمارات الجنوب العربي، وتوسيع دائرة الاختلاف والاحتكاكات والتوترات ويواصل السروري "وكان من نتائج ذلك نشوب اشتباكات عسكرية في الحدود بين الشطرين 1972م..." .
لقــاءات سريـة
وعودة إلى اللعبة البريطانية والخطوة الاستباقية المصرية، فقد كان الزعيم الراحل جمال عبد الناصر مدركا لتلك اللعبة، ولهذا سعى بكل جدية لتوحيد الجبهتين والوصول إلى حكومة وحدة وطنية وعمل دستور مؤقت للبلاد، غير أن البريطانيين كانوا أسرع في التحرك وإشعال الحرائق لمعرفتهم بنفسيات المجتمع الذي يتعاملون معه والعلاقات المتقاطعة والمصالح المتداخلة، مستفيدة من فشل حوارات القاهرة والإسكندرية التي كان يرعاها الرئيس جمال عبد الناصر رعاية خاصة. وكانت مبادرة المندوب السامي البريطاني بما تحمله من خبث وخسة سريعة ، إذ يقول الأستاذ السروري "وكان المندوب السامي البريطاني السير همفري ترفليان قد رفع الحضر عن الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل وهو الحضر الذي كان قد فرضه عام 1965م وناشد في الوقت نفسه الأحزاب السياسية المعارضة بإجراء حوار مفتوح بهدف إنشاء حكومة انتقالية. .. وفي مايو 1967م عبر البريطانيون عن رغبتهم في إجراء حوارات مع ممثلين عن جبهة التحرير والجبهة القومية، وحدث لقاءات سرية لم يكشف النقاب عنها حتى اللحظة. وكان انحياز الجيش والأمن الاتحاديين للجبهة القومية في نهاية 1967م وبإيعاز من السلطة الاستعمارية عاملا آخر من عوامل توسيع رقعة الصراعات السياسية على الساحة، ترسم بريطانيا سيناريو خاصا بها يخدم مصالحها ومنافعها المستقبلية، وكان ذلك تمهيدا عمليا لتغلب الجبهة القومية على خصومها السياسيين وتسليمها الاستقلال الوطني في الثلاثين من نوفمبر 1967م.
عبدالسلام عارف يتوسط
وفي حديث صحفي للأخ عبد الله الأصنج الذي يعتبر أحد أقطاب جبهة التحرير نشر في صحيفة الأيام العدد 3254 بتاريخ 30 ديسمبر 2000 إذ قال: "لم يكن هناك عرض بريطاني بتسليم السلطة لجبهة التحرير. "نعم كانت لنا اتصالات بالبريطانيين والسلاطين- وأضعنا فرصة تقاسم السلطة مع الحزب الاشتراكي في الجنوب... توسطت حكومة عبد السلام عارف مع الانجليز بطلب منا وطرحت لندن مشروع "حكومة ائتلافية" أما المصريون انحازوا إلى قضية واحدة وهي إخراج الإنجليز من جنوب اليمن".
الجبهة القومية تستلم السلطة
إنها اللعبة البريطانية وفن حبك الدسائس الخبيثة التي اتبعوها مع الشريف حسين في ثورة 1916م ضد الأتراك ومع شعب فلسطين ومع معظم الأنظمة العربية، وهي جزء مما يتضمنه القاموس البريطاني من أنواع الحيل والألاعيب الخبيثة المتبعة مع العرب بشكل خاص وشعوب العالم الثالث بشكل عام. وقد كان الأستاذ عبد الوكيل السروري دقيقا حين شخص الحالة قائلا:"وجد المندوب السامي البريطاني الذائع الصيت في فن حبك الدسائس، ورسم المؤامرات، وإخراجها إلى حيز التنفيذ، الفرصة الحاسمة التي كان يعد لها، ويتحين قيامها منذ أن وطأت قدماه أرض المنطقة في شهر مايو 1967م"... فإذا به يطلع على الدنيا ببيان معلنا اعتراف حكومته بالجبهة القومية وحدها ممثلا شرعيا وحيدا للشعب، ويدعوها فيه إلى التفاوض من أجل تسليم السلطة".. مواصلا "فكان ذلك البيان الذي أذاعه السر تريفليان هو القشة التي قسمت ظهر محادثات الوحدة الوطنية التي كانت لا تزال تجري في القاهرة، والمعول الذي قوض ما تبقى من أمل في إمكانية تعاون وائتلاف الفصيلين الوطنيين- القومي والتحرير- اللذين كانا قد اضطلعا بأعباء الكفاح بشقيه المسلح والسياسي- في آخر سنة للوجود البريطاني الاستعماري في الجنوب اليمني".
ولا داعي للخوض بتفاصيل عملية مفاوضات الاستقلال التي جرت في عدن وجنيف لأنها لم تخرج عن أبعاد دعوة الأحزاب السياسية المعارضة بإجراء حوار مفتوح للوصول إلى تشكيل حكومة وطنية انتقالية.
حقا لا تخرج عن اللعبة البريطانية الخبيثة لأنها كانت تلعب بمختلف الأوراق خاصة بعد أن أمرت جيش الاتحاد وأجهزته الأمنية بالانحياز ماديا ومعنويا إلى الجبهة القومية والانضواء تحت قيادتها.
اللعبة البريطانية في تسليم السلطة
لقد كانت بريطانيا تعي وعيا كاملا ما قد يحدث بعد استلام الجبهة القومية من تعقيدات ودماء واعتقالات وسجون متواصلة وثأرات متداخلة في أبعادها السياسية والقبلية والمناطقية ومن تثبيت كيان في جنوب اليمن مشحون بالعداء للنظام في الشمال وللجمهورية العربية المتحدة التي وقفت وقفة جادة من أجل توحيد الجبهتين وكافة القوى السياسية التي حملت السلاح والتي دخلت المعترك السياسي قبل بدء الكفاح المسلح في جبهة واحدة تتحمل مسئولية البناء الوطني وتحقيق الأهداف التي ناضل الجميع من أجلها. وإلى جانب هذا وذاك كانت بريطانيا تدرك أنه من الاستحالة أن يلتقي أطراف العمل السياسي بعد الدخول في معارك دموية وبالتالي كانت أيضا تراهن على أن وجود كيان سياسي خاص بحركة القوميين العرب في هذه المنطقة مختلفا مع خط القاهرة وخط دمشق سيباعد المسافة بين تحقيق أهداف الأمة في الوحدة والحرية والاشتراكية، وسيوسع من دائرة التخندق والانغلاق القطري، وهو ما ينسجم مع إستراتيجيتها في المنطقة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى كانت بريطانيا تعتقد أن دولة تظهر إلى حيز الوجود معلنة عن نفسها ستظل بحاجة للدعم المادي والمعنوي البريطاني وبالتالي مهما رحلت القوات البريطانية فإن عدن ستبقى محتاجة لما هو أكثر من الستين مليون جنيه إسترليني التي طلبت منها أثناء المفاوضات في جنيف إلى جانب حاجتها إلى تزويد جيش الدولة الجديدة بالأسلحة والمعدات وغير ذلك من متطلبات التنمية والأمن والاستقرار.
لم تكن بريطانيا تعتقد أن حكومة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية لن تتمكن من الاستقرار خاصة وأن طروحات الجبهة القومية كانت طروحات تتجاوز الواقع، وهي طروحات سياسية توحي من وجهة نظرها بتبني نظرية الصراع الطبقي والانتشار الإيديولوجي في الإقليم. وعليه فإنها باتت تعتقد أن تسليم السلطة إلى الجبهة القومية مع وجود جيش الاتحاد وأجهزة الأمن معها سيمكنها من استمرار لعبتها داخل جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.
المراجع:
1- الأحزاب القومية في اليمن النشأة- التطور- المصائر- قادري احمد حيدر
2- عمال اليمن في المعركة- دار ألهنا للطباعة عدن عبد الله الأصنج
3- الصراع في عدن- شاكر الجوهري
4- الأحزاب والحركات القومية العربية, الجزء الأول جمال بارود وفيصل دراج
5- الحزب هو الشعب الاشتراكي- حزب الشعب الاشتراكي-مكتب التوجيه والنشر-عدن 1964
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق