قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الأربعاء، 9 أبريل 2025

في وداع الرفيق والأخ العزيز والصديق الوفي أحمد محمد سلام

  

 

                                           بسم الله الرحمن الرحيم                   في 7نيسان 2025

 

في وداع الرفيق والأخ العزيز والصديق الوفي أحمد محمد سلام

(لست أرثيك لأنه لا يكون إلأ للأموات أما أنت فباقى وحيا في قلوب كل من عرفك خالدا في وجداننا).

صدق الله العلي القدير إذ قال: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ) سورة (آل عمران) ولا إعتراض على حكمه

المقدمه

ايها الرفيق العزيز لقد فقدت عدد من اقربائي ولكن فقدانك هز كياني واثر في وجداني وهيج الذكريات وعرض لي


شريط الذكريات منذو ان كنا طلاب في بغداد الى يوم وداعك.

لا اعرف كيف يُكتب الرثاء؟ وكيف تُنسج الكلمات حينما يكون الفقدان أعظم من كل حروف اللغة؟ إن فقدان الرفيق والأخ و الصديق العزيز ليس مجرد فراق إنسان، بل هو انكسار في الزمن، انقطاع في سلسلة الذكريات، اختفاء لصوتٍ والجسد. واليوم، وأنا أحاول أن أخطّ كلمات الوداع، فانا لا أحب الوداع ولم أكتب رثاءا في أحد من قبل وأجد نفسي عاجزًا، لأن بعض المشاعر لا تحتملها الحروف، ولا تستوعبها الصفحات.وسأكت من ذكريات الماضي كعزاء لنفسي وكلمات كنت اتمنى ان اقولها لك ولكن شاء القدر أن أكتبها في غيابك ويا ليتها تصلك.

الفصل الأول

كنا في بغداد طلاب جمعنا الاتحاد العام لطلبة اليمن تعززت علاقاتنا من خلال الانشطه الطلابيه فقد كنت نعم الصديق والداعم والمثابر والناشط المشاركه في كل الفعاليات الطلابيه اني أتذكر الفعاليات كلها واحد تلو الآخر, وتعززت علاقتنا. فبرغم علاقة القرابه بالرفيق الدكتور قاسم فانك كنت متواضع ولم تستغلها بالسؤ أو بالتكبر على زملائك بل كنت متواضع جدا ودمث الاخلاق ولديك حضور مشرق بإبتسامه صادقه ومحبه للكل فحضيت بإحترام وثقة كل من عرفك.

رفيقي لقد أتفقنا كثيرا, وأختلفنا أيضا خصوصا بعد أن تم أنتخابي رئيس للاتحاد. ويمكن أن كل ذلك الخلاف كنت أنا السبب فيه, وذلك بتمسكي بآرائي التي أنا مقتنع بصحتها. بالرغم من آراى الآخيرين أيضا صحيحه. ولكن لأسباب كثيره حدث الإختلاف وكان كله من أجل مصلحة الطلاب ومصلحة الاتحاد. ويمكن أن أوجز الاسباب الى قلة الخبره في فنون القياده الطلابيه, وعنفوان الشباب وإرهاصته, ولاني عشت خارج اليمن الديمقراطيه لأن حكم التشطير فرض على الاهل التشرد, أو المبالغه في الأحساس بالمسؤليه لأنه لن يلام إلا رئيس الاتحاد. تمسكت بآرائي وأصريت على تنفيذها , مع أنه كان يمكن التوفيق بين الآراء. فأنا آسف جدا لكل ما حصل من خلاف وان اتهمني البغض بالدكتاتوريه وحدثت المساءله. وعلى هذا فاني أسامح جميع الزملاء والرفاق وأسامح حتى من كان ينقل الاخبار او يتقول علي بأوهامه, ليخلق ويشعل الأختلاف بيننا, وأسامح الكل على أي أختلاف أوشجار بيننا إكراما لروحك الطاهره.

الفصل الثاني

بعد التخرج والعوده الى الوطن وتجقيق الوحده المباركه جمعتنا العلاقه الرفاقيه وعشنا مع بعض كل التآمرات على الحزب وشفنا الهامات التي كنا نعتبرها كبيره تتساقط في وحل التآمر على الحزب وتنفذ أجندات واهمه في شق الحزب ومحاولة إضعافه. ولكنهم سقطوا في مزبلة التاريخ. فلم يعطيهم الآخرون إلا ثمن بخس, فكانوا كما إبن العلقمي وجزائه من المغول والتتار. أو أبو رغال الذي كان جزائه إن العرب من مر بقبره يرميه بالحجر الى يومنا هذا.  وتعزز صمود المناضلين الصادقين وجمعتنا العلاقه الصادقه في أبها صورها.

الفصل الثالث

وبعد عام 2003 وأحتلال العراق ونكبة الامه في تغول الشعوبيه, ترشحت أنا للقياده القطريه , فقد كنت المساند والمناضل الذي لا يلين, وأخترت النضال من (خلف السواتر) مبتعدا عن الأضواء سواى في الاعلام (جريدة الإحياء الغربي), او في مكتب أمانة سر القطر, مضحيا بوقتك وراحتك برغم مرضك متعاليا عن المرض و غير مكترث للدنيا وبهجتها, وأتمنى من الله أن يعجل بيوم إنصافك و أعطائك حقك في أبراز جميع نضالك على كل الاصعده كمناضل ضحى بصحته في سبيل الوطن والحزب.

عزائي لكل أسرتك وفي المقدمه (أم فرات) تلك المراه الماجده التي كانت لك نعم الزوجه والأخت والأم الصابر الراضيه بما قسم الله لكما والممرضه الراعيه والساهره على راحتك التي تقاسمت معك الحياه بحلوها ومرها فإن انتقلت المسؤليه إليها فهي خير من يقوم بها والله يعينها ويصبرها على كل الأحوال والضروف.

الخاتمة:

 إلى اللقاء تحت ظلّ عرش الرحمن 

لا أعرف كيف أختم كلامي، لأن الوداع لا ينتهي، والحزن لا يُختزل في سطور. لكني أعلم أن الموت ليس نهاية الطريق، بل هو محطة في رحلتنا الأبدية. وسنلتقي يومًا ما، كما وعدنا الله، في جنةٍ النعيم حيث لا فراق، ولا دموع، ولا شوق مؤلم. 

إلى ذلك اليوم، أقول لك: (سلامٌ عليك يا رفيقي وصديقي، طبتَ حيًا، وطبتَ ميتًا، وإنا لله وإنا إليه راجعون.)

                                                                                                      

                                                                                                      خالد عبدالله الجفري

                                                                                                           م/ شبوه 

  

 

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق