بسم الله الرحمن الرحيم
حزب البعث العربي الاشتراكي القومي أمة عربية واحدة
قيادة قطر اليمن ذات رسالة خالدة
مكتب أمانة سر القطر
وحدة حرية اشتراكية
البعثيون.. عشاق الوحدة وحراسها الأوفياء الأمناء
يا أبناء شعبنا اليمني العظيم
هاهي الذكرى الرابعة والعشرين لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة في 22 مايو 1990م، تطل علينا باسمة وضاءة، وعلى جبينها بارقة أمل واستبشار، بغد أجمل ومستقبل آمن مستقر، يصنع فجره أبطال سبتمبر وأكتوبر الذين كتبوا، ويكتبون، على جبين التاريخ نداء الوحدة والوحدويين الأوائل : (يمنٌ واحد لا يمنين.. شعبٌ واحد لا شعبين).
اولئك هم صانعوا الوحدة وأبطالها الأشاوس، الذين صفعوا الاستعمار والإمامة وأنظمة التشطير المتعاقبة بشعارهم الخالد الوضاء، فكان أن التقت تضحياتهم بإرادة شعبهم من أقصى اليمن إلى أقصاه، وبرعاية الله سبحانه وإرادته وضعوا على جبين اليمن والوطن العربي كله إكليل الوحدة اليمنية في صبيحة يوم 22 مايو 1990م، حين ارتفع علم الجمهورية اليمنية عالياً معانقاً عنان السماء.
لم يكن ذلك اليوم وليد صدفة، ولم يكن آنياً في مجرياته وأبعاده ومراميه، بل لقد جاء بعد تضحيات قدمتها الأجيال تلو الأجيال من أبنا شعب اليمن الذين سقوا الحلم الوحدوي بدمائهم ودموعهم وسيجوه بأجسادهم، حتى أوصلوه إلى الجيل القادر على تحقيقه، وتحويله إلى واقع معاش في حياة شعبنا وأمتنا العربية المجيدة، فأخذت الوحدة اليمنية بعدين تاريخيين هما البعد الوطني لارتباطها بتاريخ اليمن أرضاً وإنساناً، وبتضحيات الشعب وطموحاته وآماله.. والبعد القومي من خلال صلة اليمن بأمته العربية المجيدة وهو ما أفصحت عنه أهداف الثورة اليمنية حين اعتبرت أن تحقيق الوحدة اليمنية خطوة على طريق تحقيق الوحدة العربية ..
وبتكامل البعدان: الوطني والقومي اذ أخذت الوحدة اليمنية المباركة بعدها الاستراتيجي الوطني-القومي-الإنساني، فأصبح البعد الاستراتيجي بمثابة الحصن المنيع للوحدة اليمنية، والذي يجعل التراجع عنها خيانة للوطن والشعب والأمة.
يا شعب اليمن العظيم
أيها المناضلون الوحدويون
تأتي الذكرى الرابعة والعشرون من مايو هذا العام واليمن يمر بظرف حساس شديد الخطورة، يتطلب تكثيف الجهود الوحدوية الخيرة للذود عن الوحدة والجمهورية و المحافظة على الامن والاستقرار، إذ يحاول الانفصاليون والقوى المتآمرة التذرع بذرائع شتى، لتمرير مخططات تمزيق اليمن، وتحويله إلى كانتونات ومشيخات، وإمارات وسلطنات، وطوائف -لا سمح الله- متذرعين بما علق بدولة الوحدة من أخطاء وسلبيات,.. ، بينما هم يسعون في حقيقة الأمر لتنفيذ مشاريعهم الخاصة، والصغيرة، بعيدين عن مشروع الوطن والشعب، المتمثل في الوحدة والديمقراطية والأمن والأمان، والاستقرار والتقدم والرفاه والتلاحم الاجتماعي.
إن قوى التخلف من دعاة الانفصال والطائفية والمذهبية تعمل متكاملة مع القوى الطفيلية، التي علقت بجسد الوحدة الفتي، وامتصت دماء الشعب ولوثت ثوب الوحدة الطاهر، في حين كان الأجدر بتلك القوى الطفيلية -إذا كانت حقاً تؤمن بالوحدة وبخيار الشعب وتحترم إرادته - , التصدي لأولئك الطفيليين وكشفهم بدلاً من محاولاتها المستميتة لتخريب الوطن وإيذاء الشعب باستهداف الوحدة المباركة.
ويأتي الإرهاب اليوم ليكمل ثالوث أعداء الوحدة، فمشروع الإرهاب لا يختلف -وليس ببعيد- عن مشروع الانفصاليين والمرتدين عن إرادة الشعب.
وهكذا تتضح الصورة جلية، بعد أن تكشف تكامل مشاريع ومساعي القوى الطفيلية والانفصاليين والإرهاب، الذين يلتقون على قاعدة عدائهم لليمن وشعبه، ويسعون لتفتيته وتهديد أمنه واستقراره والقضاء على دولته ومداميكها في الحاضر والمستقبل .
أيها المناضلون البعثيون.. ياعشاق الوحدة وحراسها الأوفياء الأمناء
هاهي (الوحدة) أول أهدافكم التي عاهدتم الله والوطن والامة العربية والاسلامية على التضحية في سبيلها تواجه اليوم اكبر المخاطر والتحديات ، فكونوا كما عهدكم شعبكم وأمتكم أمناء على المبادئ، صادقين مع الله ومع الشعب والأمة، كصدقكم مع أنفسكم.. متجاوزين كل الصغائر للحفاظ على شرف المبادئ ومنجزات الشعب والأمة.. وحسبنا كبعثيين أن نستذكر قول الرفيق القائد المؤسس أحمد ميشيل عفلق (رحمه الله) :" هذه الوحدة التي هي ثمرة نضال الماضي ستكون بدورها بذرة قوية ومحركاً قوياً لثورات متعاقبة" ويؤكد:" علينا أن نقدر هذه الخطوة حق قدرها، وأن نعرف السهل والصعب فيها، وأن نأخذ مكاننا في قلب المعركة لأن المعركة لم تنته بعد" .. ولتوضيح أكثر يقول القائد المؤسس رحمه الله :" فهذه الخطوة ما تزال معرضة لأخطار كثيرة، والأخطار المكشوفة هي أخف هذه الأخطار لأنها مكشوفة، والأخطار المخيفة هي التي لا تظهر كثيراً بوضوح تام، وأهمها أن يستمر شيء من عقلية التجزئة ومصالح التجزئة وأن تُنسَج الوحدة بخيوط التجزئة فتتناقض وتفشل".
أيها الرفاق ...ايها المناضلون الاوفياء
إننا ننظر إلى الوحدة اليمنية بعين البعث ونقرأها بعقليته ونتفاعل معها بطموحة وأخلاقيته ونعيشها كينونة في اعما قنا ومشروع وطني نهضوي نحمله نحوا فاق مستقبلية.. لذا فإن قيادة قطر اليمن لحزب البعث العربي الاشتراكي القومي تؤكد في هذه المناسبة العزيزة الغالية على ما يلي:
- إن الوحدة اليمنية قدر ومصير شعب اليمن وأمل أمتنا العربية المجيدة وأن الحفاظ عليها وحمايتها واجب على كل مناضل يؤمن بالثورة والجمهورية والوحدة.
- يجدد حزبنا ثقته بقدرة فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي كربان ماهر على قيادة سفينة الوحدة والوصول بها إلى بر الأمان، وتجاوز المحنة والخروج بالوطن من أزمته منتصراً وبأقل الخسائر..
- يدعو حزبنا – بهذه المناسبة- كل القوى الحية والخيرة في شعبنا، بل وكل أبناء الشعب الأماجد إلى الوقوف خلف قيادته السياسية صفاً واحداً لكسر شوكة الإرهاب وإعادة الطمأنينة والسكينة إلى النفوس، ولفظ كل ما يمكن أن يعيق حركة الوطن والشعب إلى أمام.
- إن ضمانة الوحدة الحقيقية هي في تعانق مصالح أبناء الوطن وتمتين أواصر العلاقة وتداخلها ضمن الإقليم الواحد وفي نفس الوقت تشابك المصالح الاقتصادية وتكاملها في إطار الأقاليم كلها، لكي ننزع فتيل الانفجار الذي تمثله الأقاليم المقولبة (المنفصلة) أو (المستقلة).. أو( شبه المستقلة). تحت ذرائع ديمقراطية وتوسيع قاعدة الشراكة بدون ضوابط وكوابح تنظيمية وروادع قانونية واضحة تضبط المهام والصلاحيات داخل الاقاليم وعلاقتها الادارية بالسلطة الاتحادية بدقة قانونية تصون الحقوق والواجبات في سياق التسلسل التنظيمي والقانوني في العلاقات الداخلية والخارجية وحدود التكامل في حقول التخطيط والتنفيذ المحكومة بدستور الجمهورية اليمنية الاتحادية.
- إن أمن الوطن ووحدته وصون أراضيه ، وأمن المواطن وأمانة واستقراره هي مسؤولية الدولة الأولى , بكل هيئاتها ومؤسساتها، وعليها أن تقوم بها على النحو الذي يعيد للدولة هيبتها ويحفظ كيانها الواحد.
- إن الاختلالات الأمنية وعدم استقرار الأسعار، و(لعبة) النفط ومشتقاته، وتراجع الخدمات الأساسية كالكهرباء والمياه وغيرها، لا تقل خطورة عن (موجة) الإرهاب التي شهدنا ونشهد فصولها خلال الفترة الماضية وهذه الأيام، والتي ستستمر لفترة قادمة وبالتالي فإن على الدولة التسريع بمعركة الحسم ضد الهجمة الإرهابية الشرسة التي تتعرض لها البلاد، والقضاء على بؤر التوتر الاقتصادية والاجتماعية (والفكرية) التي تهدد بتقويض كيان الدولة، وتنذر بكارثة وشيكة وانهيار عام، يمثل الاقتصاد أحد جوانبه.
- وليكن واضحا ان ضمان الوحدة الحقيقية هو في تكامل وتعانق مصالح ابناء الوطن وتمتين اواصر الاخوة والمحبة وقيم المساواة والعدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية وترسيخ قيم الديمقراطية في اليمن الواحد الموحد وان تتكامل الاقاليم في نسيج غير قابل للاختراق فيما بينها من قبل اية قوة معادية لتكاملها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والتنموي داخل القوانين وبنود الدستور المحدد للصلاحيات والواجبات لكل اقليم في رسم وتنفيذ خططه التنموية في سيا ق استراتيجية الدولة الاتحادية الوطنية الشاملة .
- وامام المؤامرة المحيطة بالوطن اليمني اليوم تتحتم على الدولة التسريع بمعركة الحسم ضد الهجمة الارهابية الشرسة والخطرة التي تتعرض لها بلادنا كي تتجاوز بؤر التوتر الاجتماعية والفكرية التي تحاول اعاقة بناء المجتمع المدني الحديث وترسيخ دولة المؤسسات الدستورية والقانونية والمواطنة المتساوية ومعالجة الازمة الاقتصادية التي تحيط بالمواطن وتجعل الكثير من ابنائه الشباب هدفا لتضليل قوى الارهاب والتطرف .
يا مناضلي البعث وأبنائه الأبرار
يا جماهير شعبنا اليمني الصابر الصامد
أيها الوحدويون في كل شبر من ارض اليمن الواحد
تدعوكم قيادة قطر اليمن لحزب البعث العربي الاشتراكي القومي- وقبل هذا تدعو قواعدها وانصارها ومؤيديها وهي في المقدمة منكم- إلى تقديم كل الدعم والعون والمساندة لأبطال الوطن وحماته الأفذاذ، الذين يذودون عن حياضه ويسترخصون النفس في سبيل الثورة والجمهورية والوحدة.. وندعو الجميع– كل وفق قدرته وإمكاناته واستطاعته- إلى الإسهام الفوري والفاعل والمباشر في معركة الوطن ضد الإرهاب أولاً، وثانياً الى ترصين الوحدة وتحقيق الأمن والاستقرار ودعم موقف الاخ الرئيس المناضل المشير عبد ربه منصور هادي المبدئي في مواجهته للإرهاب والقضاء على كل ما يهدد مسيرة البناء والتغيير والتنمية وترسيخ اسس الدولة المدنية الحديثة... دولة النظام والقانون والعدالة الاجتماعية.
- عاشت الوحدة والثورة والجمهورية.
- المجد والخلود لشهداء الوحدة أبطال الشعب والأمة .
- النصر للشعب .. النصر للشعب .. النصر للشعب
والله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر
وليخسأ الخاسئون
صادر عن قيادة قطر اليمن
لحزب البعث العربي الاشتراكي القومي
صنعاء في 21 مايو 2014م